الدراسة أهمية المدرسة في حياة الطفل المدرسة هي المكان الأمثل للتعليم، لهذا تُعدّ الملاذ الآمن بالنسبة للأطفال الذين يشعرون أنّها بيتهم الثاني الذي يتعلمون فيه ويتعرفون على العديد من الصداقات، ويقيمون العلاقات الاجتماعية الكثيرة، وأهمية المدرسة بالنسبة للطفل لا تنحصر بكونها مكانًا للتعليم فقط، بل هي جزء من حياته العامة والخاصة، وهي بالنسبة له الهاجس الذي يفكر فيه طوال الوقت قبل أن يذهب إليه، خاصة أنّ الطفل في بداية حياته المدرسية يكون متحمسًا لفكرة البدء بالدراسة، لهذا فالذهاب إلى المدرسة يُعدّ من أبسط حقوق الطفل التي لا يجوز حرمانه منها مهما كانت الأسباب. في المدرسة يبدأ الطفل بالانفتاح على العالم والتّعامل مع الكثير من البيئات المختلفة التي يأتي منها الأقران، وفيها يتعرّف على اختلاف الشخصيات بين الأطفال، ويتعرّف على المعلمين والمعلمات ويشعر معهم بمشاعر مختلفة من الحب أو الكراهية بحسب طريقة تعاملهم معه من وجهة نظره، أو بحسب الأسلوب الذي يراه منهم، لهذا فالمدرسة هي أوّل مكان يكتشف فيه الطفل نفسه، ويبدأ فيه حياته بعيدًا عن أمه وأبيه وإخوانه، فيبدأ بالاعتماد على نفسه شيئًا فشيئًا، ويتخلّص من عباءة تبعيته واعتماده على أمه وأبيه في كلّ شيء. الأهمية الكبرى للمدرسة في حياة الطفل أنّها المكان الذي تفتّحت فيه عيناه على القراءة والكتابة، ففيها يتخلّص الطفل من الجهل والأميّة، ويبدأ بتكوين فكرة جديدة عن العالم، وفي المدرسة أيضًا تتفتح مواهب الطفل وميوله، ويبدأ بتحديد اختياراته وأهدافه في الحياة فتتوسع مداركه، لهذا ليس غريبًا أن يفصح الطفل وهو في الصفوف الدراسية الأولى في أنه يرغب بأن يُصبح طبيبًا أو معلمًا أو محاميًا أو جنديًا أو غير ذلك، فالمدرسة بالنسبة له بوابة الأحلام الذي سينقله إلى مراحل دراسية أهم وأعلى. من واجب الأم والأب والمعلمين أن يحببوا المدرسة في قلب الطفل، وأن يُشعروه بأهميتها الكبيرة، وكيف أنها مكان للدراسة والجد والاجتهاد، وفي الوقت نفسه هي مكان للّعب والمرح وقضاء الأوقات الممتعة، ويمكن للطفل أن يستثمر وقته في المدرسة في أن يُصبح تلميذًا مجتهدًا وراغبًا في التعليم، خاصة أن الطفل يبدأ بتكوين انطباعاته في الحياة عندما يكون في المدرسة، ويبدأ بإظهار رغباته فيما يُريد وما لا يُريد. ليس غريبًا أنّ معظم الأطفال يضجرون كثيرًا عندما تكون العطلة المدرسية طويلة، لأنهم وجدوا الكثير من الامتيازات التي لم تكن ليشعروا بها لو لم يدخلوا المدرسة، فالطفل يبدأ بأخذ مصروفه من والديه لمجرّد ذهابه للمدرسة، ويبدأ بشراء ما يُحب من مأكولات دون أن يكون مجبرًا أو مقيدًا باختيارات والديه، وفي المدرسة يمكنه أن يُصادق من يشاء وأن يلعب مع الأطفال بحرية، وهذا كلّه يُسهم في أن تكون شخصية الطفل مستقلة وواعية ومتعلمة في الوقت نفسه. أهمية المدرسة في تنمية المجتمع تُسهم المدرسة بشكلٍ فعال وكبير في تنمية المجتمع، فهي اللبنة الأساسية بعد الأسرة في تربية الأبناء وتعليمهم وصقل شخصياتهم، لهذا فإنّ المدرسة التي تتمتع بسمعة تعليمية وتربوية طيبة يُمكنها أن تؤسّس مجتمع واعٍ يُحب التعليم ويُنتج جيلًا واعيًا يرغب في أن يترك بصمة جميلة في الحياة، وهذا كلّه يعود لقدرة المدرسة في التأثير على الأبناء وعقولهم وطريقة تفكيرهم، وصقل مواهبهم المختلفة ليكونوا قدوة في مجتمعاتهم، قادرين على أن ينهضوا فيها نحو الأفضل، فطلاب اليوم هم قادة الغد وأمله ومستقبله الذي يجب الاستثمار فيه. دور المدرسة في المجتمع سلاحٌ ذو حدّين، وحتى يكون هذا السلاح مستخدمًا في محاربة الجهل، لا بدّ أن يتم اختيار الكوادر المؤهلة بالشكل الصحيح لتعليم الأطفال، أما الكوادر التعليمية غير المؤهلة فهي سبب رئيس في فساد بيئة المدرسة، وانعكاس هذا الفساد على الأبناء الذين يرتادونها، وفي الوقت نفسه قد تكون المدرسة ذات تأثير سلبي إن كان الكادر التربوي الذي يُدير المدرسة فيها فاشلًا وغير مسؤول، ويُميز بين الطلاب بناءً على أسس غير عادلة، وفي هذه الحالة تُصبح المدرسة من أهم أسباب دمار المجتمع، لأنها تفرز جيلًا حاقدًا وجاهلًا ولا يُلقي بالًا لمستقبله، ويُكون سببًا في حدوث المشكلات الكثيرة في المجتمع. يمكن أن يغفل كثير من الناس عن أهمية المدرسة ودورها الكبير في تنمية المجتمعات، لهذا يُهملون الاهتمام فيها، والإهمال قد يكون على مستوى متابعة تعليم الطلاب وتنمية مواهبهم أو على مستوى الاهتمام بالمدرسة كمكان من حيث المبنى والأدوات والأجهزة التعليمية، فالمدرسة التي تبني مجتمعات بأكملها يجب أن تتوفر فيها بيئة تعليمية مناسبة لا ينقصها أي شيء، وذلك حتى تكون مكانًا لجذب الطلاب وليس مكانًا للنفور منه، وحتى تُعّزز دورها في بناء شخصية الطالب، ودورها في تكوين الشخصية التعليمية للمعلم والطالب وجميع الأطراف التي تُشارك في العملية التعليمية المدرسية. أهمية المدرسة في التنمية الثقافية المدرسة من النعم الكبيرة التي ارتبط وجودها بحدوث ثورة علمية وثقافية هائلة وعلى كافة المستويات، فهي أول منازل طلب العلم، ومنها يرتقي الطلاب إلى أعلى الدرجات العلمية والثقافية، ويصبحوا حريصين على أن يبلغوا أعلى المراتب وأن يتثقفوا في كلّ شيء حتى ينالوا ما يُريدون، وتلعب المدرسة دورًا بارزًا في التنمية الثقافية للأجيال، فطلب العلم فيها لا يقتنصر على المواد النظرية فحسب، فهي تُعلّم الطلاب حتى يكونوا مثقفين واعين، وكيف أنّ الثقافة تعلمهم كيف يُعبّرون عن أنفسهم بطريقة صحيحة، بعيدًا عن التطرّف، كما تعلّمهم كيف ينشرون أفكارهم على الملأ ويعبرون عنها بكل انفتاح. تأتي الأهمية الثقافية للمدرسة منذ أن يبدأ تكليف الطلاب بتقديم الإذاعة المدرسية، وتقديمهم للكلمات المختلفة والبوح عن تعبيرات كثيرة في المناسبات، وهي تتيح للطلاب الوقوف على خشبة المسرح المدرسي لأول مرّة لتقديم العروض التمثيلية، وتعزز لديهم موهبة التأليف والإلقاء، بالإضافة إلى المواهب الموسيقية من عزف وغناء وتأليف مقطوعات الموسيقى، وتُسهم المدرسة في تطوير هذه الموهبة بعد اكتشافها بحيث يمكن أن تُنتج العديد من المبدعين المستقبليين، وتُسهم في تشجيع الطلاب في أن يقرؤوا ويتثقفوا أكثر من خلال مشاركتهم في المسابقات الثقافية التي تُعرض على مستوى المدارس. من الجميل أنّ المدرسة تُسهم في التقاء الشخصيات المختلفة الموجودة في مجتمع واحد، وهذا الاختلاف يولد حالة جميلة من الانسجام والتناغم الذي يُفذي القدرة على الاستماع وتبادل وجهات النظر بكل هدوء ولباقة، مما يجعل الطلاب أكثر احترامًا لبعضهم البعض، وأكثر تعبيرًا عن مشاعرهم واحترامًا وتقديرًا لمشاعر الآخر، وهذا بحدّ ذاته يُشكل إلهامًا رائعًا للبوح بالخواطر المختلفة التي يعيشها الطلبة في المدرسة، ويمكن أن يعبروا عنها بكل جرأة في المجلة المدرسية أو في كتابة التعبير المدرسي، أو يمكن أن يبوحوا بهذه الخواطر لأصدقائهم. تضم كل مدرسة مكتبة غنية بالكتب، وهذا بدوره يُشكل ملاذًا آمنًا للطلبة حتى يستعيروا الكتب التي يرغبون بها ويقرؤونها، أو قد يتبادلون الكتب مع زملائهم لزيادة ثقافتهم، خاصة إذا كان هناك معلمون يُشجعون الحركة الثقافية في المدرسة، كما تُتيح أيام النشاط المدرسي إظهار المواهب الثقافية للطلبة وإظهار قدراتهم في الاكتشاف والإبداع والتميّز، لهذا فالمدرسة تعدّ من أهم المحطات الثقافية بالنسبة للطالب والمجتمع والمعلمين أيضًا، لهذا لا يمكن حصر المدرسة في دور واحد فقط، لأنها ذات أدوار متعددة وهامة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها. المدرسة هي المنارة التي لا تنطفئ لكلّ الأجيال، فهي منارة المعرفة والعلم والتربية والثقافية، وهي التي تحرر العقول من الجهل والتخبط، ويظهر هذا واضحًا عند التعامل مع الطلاب الذين انتظموا في دراستهم المدرسية، وبين المجتمعات التي تفتقر للتعليم، وكلما زادت القدرة على التعليم في المجتمع كلما كان انتشار العلم والثقافة أكبر وأكثر جودة مقارنة بين المجتمعات الجاهلة، لأنّ الهدف من الدراسة في المدرسة ليس منحصرًا في تعليم الكتب المدرسية، بل هو أكثر اتساعًا وعمقًا، نظرًا لدور المدرسة في تكوين الشخصية، ودور الإدارة المدرسة في تنمية الإبداع وتهذيبه ليكون بشكل مقبول مبني على أسس علمية وتربوية. مجرد الاستيقاظ في الصباح للذهاب إلى المدرسة يمنح الطلاب والمعلمين شعورًا رائعًا بالطاقة والحيوية، فهي أجمل الأشياء التي يبدؤون فيها يومهم للمضي قدمًا نحو طلب العلم والثقافة واقتباس الأخلاق الجميلة وزيادة دائرة المعرفة، لهذا تظلّ أيام المدرسة هي أجمل الأيام في العمر،والأصدقاء في المدرسة هم أجمل الأصدقاء وأكثرهم نقاءً، ومنهم من يظلوا إلى آخر العمر، كما أنّ الذاكرة التي تتكون في المدرسة لا تزول أبدًا، وتظلّ مرتبطة بالعديد من الأحداث والمغامرات الجميلة التي يفعلها الطلاب معًا في المدرسة، سواء وهم على مقاعد الدراسة أم في الرحلات المدرسية أم غير

بینینی وەرگێڕان