الشمس لا تشرق في اليوم مرتين، والحياة لا تعطى مرتين، فلتتشبث بقوة ببقايا حياتك ولتنقذها، لا الشمس ولا الموت يمكن أن ننظر إليهما دون أن تدمع عيوننا. انتظارك يشبه انتظار المطر أيام الصيف الحارة حيث الشمس تأبى الرّحيل. الشمس لا تقدر على رؤيتها إلّا وأنت تشيعها إلى مثواها في البحر أو خلف المرتفعات وكذلك شأن الحياة. راحت على الشمس نومة والبلد في ظلام. مع كل استعارة من أي نوع، لا بدّ من وجود شمس في مكان ما، ومتى تسطع الشمس، تكن الاستعارة قد بدأت معها. الشمس تشرق غير مبالية بما حدث هنا. إنّ اعتياد طلوع الشمس كل يوم ورؤيتها قد يقتل فيك عظمتها. الجسد مظلة تحيط بالنفس، مظلة تتلقى أشعة الشمس الحارقة فتكتوي بها وتمنعها عن النفس. الشمس كلما ازدادت توهجها ازدادت شراسة الظلمة كلما حدقنا في الظلام أكثر ازداد توهج الشمس. لا أنت لمست الشمس ولا كفت أصابعك يوماً عن الاحتراق ما تعيشه هو حياة بامتياز. أشعة الشمس تنير كل عتمة إلّا أنّها لا تنير القلوب. ما أفظع أن تدفن حلماً وأن تبقى الشمس ساطعة ويبقى الكون قائم الأركان. وإنّ الشهاب المارق بضوئه يغرينا أكثر من الشمس القابعة فوقنا منذ الصباح